أحدث الأبحاث

رواسب "حوض جندي" تكشف تغيرات مستوى سطح البحر في العالم القديم

نشرت بتاريخ 4 أغسطس 2024

أدى الاحترار العالمي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات حول العالم إلى ما بين 10 أمتار إلى 60 مترًا قبل 94 مليون سنة

شروق الأشقر

أحمد منصور عالِم الجيولوجيا والمؤلف الرئيسي للدراسة
أحمد منصور عالِم الجيولوجيا والمؤلف الرئيسي للدراسة
Ahmad Mansour Enlarge image

خلال العصر السينوماني المتأخر وأوائل العصر التوروني، شهدت الأرض ارتفاعاتٍ هائلةً في مستوى سطح البحر تراوحت ما بين 10 أمتار إلى 60 مترًا.

واحتلت فترة العصر السينوماني- التوروني، والتي تعود إلى حوالي 94 مليون سنة، مكانةً بارزةً لما شهدته الأرض من تغيرات مناخية وجيولوجية كثيرة، أهمها انفصال القارات وارتفاع درجات الحرارة بسبب النشاط البركاني الكثيف، وازدهار النباتات كاسيات البذور.

وبالرغم من أن الارتفاعات الهائلة في مستوى سطح البحر عمت جميع أنحاء العالم تقريبًا، وأثرت على ظروف الترسيب والنظم البيئية عبر بحار الجرف القديم، فقد ظلت أسبابها غير مفهومة.

من هنا تأتي أهمية الدراسة التي نشرتها دورية "إيرث ساينس ريفيوز" (Earth Science Reviews)؛ إذ أزاحت الستار عما شهدته هذه الفترة من ارتفاع مستوى البحر في مواقع جيولوجية متعددة حول العالم، مثل أمريكا الشمالية، والمحيط الأطلسي القديم، وغرب أوروبا، وجنوب شرق الهند.

درس الباحثون رواسب حصلوا عليها من باطن الأرض في "حوض جندي" الواقع بصحراء مصر الغربية، وقاموا بدمجها ببيانات بيولوجية أخرى من 134 موقعًا حول العالم، ما ساعدهم على تقديم صورة مفصلة لطبقات العصر الحجري القديم وديناميكيات مستوى سطح البحر.

يقول أحمد منصور، عالِم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة المنيا وكلية علوم الأرض والتكنولوجيا بجامعة ساوث ويست للبترول بالصين، وٍالمؤلف الرئيسي للدراسة: "ما زال العلماء يبحثون عن الأسباب الدقيقة لهذه الارتفاعات، بما في ذلك العوامل التكتونية، وتغيرات الخزانات الجوفية، والجليدية، والتغيرات الحرارية، كما أن توقيت هذه الدورات وتزامنها وحجمها أمورٌ ما زالت تحت المجهر".

يضيف "منصور" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": من خلال دمج بيانات حبوب اللقاح المتحفرة في رواسب "حوض جندي" ومقارنتها ببيانات من 134 موقعًا حول العالم، قدمنا تحليلًا شاملًا لفترة أواخر العصر السينوماني وأوائل العصر التوروني.

وتعود معدلات التغير في مستوى سطح البحر غالبًا إلى الاحترار العالمي؛ إذ ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات عالية جدًّا تؤدي بدورها إلى تمدُّد المياه وارتفاع منسوبها واختفاء الجليد من القطبين، وفق "منصور".

ويتابع: ربما أدت العمليات التكتونية والحرارية دورًا في ارتفاع مستوى سطح البحر خلال فترة أواخر العصر السينوماني وأوائل العصر التوروني.

ويحذر "منصور" من احتمالية حدوث سيناريو مشابه إذا استمرت درجات الحرارة الحالية في الارتفاع، مؤكدًا أن "الخطر لا يزال موجودًا حتى مع وجود الغطاء الجليدي السميك في القطبين حتى الآن".

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.240