أخبار

فيضانات النيل يمكنها تجديد الخزان الجوفي المصري 

نشرت بتاريخ 9 أغسطس 2024

إعادة توزيع مياه الفيضانات من بحيرة ناصر يساعد في تغذية طبقات المياه الجوفية في مصر

محمد السعيد

استخدام
مياه بحيرة ناصر في التنمية الزراعية حول البحيرة أمرٌ جيد

استخدام مياه بحيرة ناصر في التنمية الزراعية حول البحيرة أمرٌ جيد


Creative Commons Enlarge image

تسببت فترات هطول الأمطار المتطرفة، التي ربما تكون مرتبطةً بتغيُّر المناخ، على مناطق مصدر نهر النيل في حدوث فيضانات في السودان ووصول الجريان السطحي الزائد إلى بحيرة ناصر في مصر في الفترتين ما بين 1998-2002، و2019-2022.

 

وتم توجيه المياه الزائدة في الفترة الأولى إلى المنخفضات داخل الهضبة الواقعة غرب وادي النيل، لتشكل بحيرات توشكي، حيث تُركت لتتبخر، وهو المصير الذي يُنتظر تكراره بالنسبة للمياه الزائدة عن الفترة الثانية.

 

لذا أكدت دراسة حديثة ضرورة توجيه مياه الفيضان الزائدة في مصر لشحن الخزان الجوفي عوضًا عن تصريف هذه المياه في مفيض توشكى.

 

ووفق الدراسة التي نشرتها دورية "كوميونيكيشنز إيرث أند إنفيرونمنت" (Communications Earth & Environment)، أشار الباحثون إلى تزايُد حدة الأحداث المناخية المرتبطة بالاحتباس الحراري العالمي، الأمر الذي يفرض تحسين إدارة الفيضانات في بحيرة ناصر بمصر لتحقيق التنمية المستدامة.

 

يقول محمد سلطان، أستاذ الجيولوجيا والعلوم البيئية في جامعة ميشجان الغربية، والمؤلف المشرف على الدراسة: "توفر الدراسة خريطة طريق فعالة من حيث التكلفة للاستخدام المستدام للمياه الجوفية التي تقع تحت الصحراء الغربية في مصر، الحوض النوبي للمياه الجوفية". 

 

يضيف "سلطان" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تتكون المياه الجوفية في الصحراء الغربية المصرية -إلى حدٍّ كبير- من المياه القديمة (حتى مليون سنة مضت)، التي هطلت في فترات رطبة سابقة وأعادت شحن الحوض، لكن حاليًّا، تمر المنطقة بفترة جفاف؛ إذ لا تهطل الأمطار تقريبًا في الصحراء وتعيد شحن الحوض.

 

وتكشف قياسات الأقمار الصناعية أن الحوض الجوفي يُستنزف بما لا يقل عن مليار متر مكعب سنويًّا، ما يستوجب استخدام الفيضانات المفرطة التي تصل إلى بحيرة ناصر لتجديد الحوض الجوفي على نحوٍ مستدام.

 

استخدم المؤلفون النمذجة الهيدروديناميكية، التي تقوم على دراسة السوائل المتحركة، وبيانات الأقمار الصناعية عن الفيضانات السابقة لاختبار إطلاق المياه الزائدة من بحيرة ناصر إلى الأراضي المنخفضة القريبة.

 

ووجدت الدراسة أن هذا من شأنه أن يجدد بشكل كبير المياه الجوفية في حوض الداخلة، وأن الإدارة الفعالة لمياه بحيرة ناصر يمكن أن تدعم احتياجات المياه الإقليمية لأكثر من 25 عامًا.

 

ويرى الباحثون أن توجيه المياه في بحيرات توشكى واستخدامها للتنمية الزراعية حول البحيرة أمرٌ جيد، لكن توشكى مغطاة بوحدات صخرية غير منفذة لا تسمح بتسرب كبير إلى طبقة المياه الجوفية الأساسية، وبالتالي تظل المياه لسنوات في بحيرات ذات مساحات سطحية كبيرة تحت درجات حرارة عالية جدًّا على مدار العام، وكل هذه العوامل تعزز الخسائر الكبيرة لهذا المورد المائي القيم بسبب التبخر. 

 

يقول "سلطان": تم توجيه أحد تلك الفيضانات في عام 1998 إلى بحيرات توشكى، وتُظهر نماذجنا الهيدرولوجية الكمية أنه بحلول عام 2018، فقدنا أكثر من 80٪ من هذه المياه بسبب التبخر، والحل المفضل لدينا هو توجيه المياه إلى المنخفضات الواقعة جنوب مفيض توشكى، والتي تغطيها صخور أكثر نفاذية تسمح للمياه بالتسرب وتجديد الخزان الجوفي الأساسي، وبهذه الطريقة نحد من خسائرنا بسبب التبخر، ونجدد الخزان الجوفي النوبي، ونحقق الاستخدام المستدام للصحراء الغربية.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.246