أحدث الأبحاث

نصائح «تشات جي بي تي» الغذائية لمرضى السكري «غير دقيقة»

نشرت بتاريخ 10 أغسطس 2024

برامج الدردشة الآلية لا تعوض خبرة أخصائي التغذية.. ولا توفر توصيات النشاط البدني المناسبة

محمد السيد علي

قيَّم الباحثون نتائج 63 مطالبة وُجهت لـ
قيَّم الباحثون نتائج 63 مطالبة وُجهت لـ"تشات جي بي تي" حول إدارة النظام الغذائي

Creative Commons

Enlarge image

كشفت دراسة جديدة عن قيود كبيرة في قدرة روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" (ChatGPT) -القائم على الذكاء الاصطناعي- على تقديم إرشادات غذائية دقيقة وشاملة للمصابين بمرض السكري من النوع الثاني و"متلازمة الأيض" أو "متلازمة التمثيل الغذائي".

أُجريت الدراسة في جامعة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة نير إيست.

واستهدفت الدراسة -المنشورة بـ"المجلة الأوروبية للتغذية السريرية" (EJCN)- تقييم جودة تطبيق "تشات جي بي تي" ودقته في تقديم المشورة بشأن إدارة النظام الغذائي للمرضى بما يتسق مع إرشادات أكاديمية التغذية والحمية الأمريكية.

وخلال الدراسة، قيَّم اثنان من أخصائيي التغذية المتمرسين نتائج 63 مطالبة وُجهت لـ"تشات جي بي تي" في إدارة النظام الغذائي، وعملية رعاية التغذية، وتخطيط القوائم الغذائية اليومية (1500 سعر حراري) فيما يتعلق بمرض السكري من النوع الثاني و"متلازمة الأيض".

ورغم أن التطبيق أنتج معلوماتٍ واضحةً ومفهومةً في كثير من الحالات، إلا أنه فشل في تقديم تفاصيل أساسية، مثل التوصيات الغذائية المُحددة، وإستراتيجيات إدارة الوزن، وخطط الوجبات الشخصية.

تقول الدكتورة فرح نجا، البروفيسور بقسم التغذية العلاجية والحميات بجامعة الشارقة الإماراتية، والباحثة المشاركة بالدراسة: "ينتشر مرض السكري من النوع الثاني ومتلازمة التمثيل الغذائي عالميًّا، مما يمثل تحديات كبيرة للأفراد والحكومات، وتتطلب إدارة هذه الأمراض تغييراتٍ دقيقةً في نمط الحياة، بما في ذلك تناول الطعام".

وأضافت في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": منذ ظهوره في 30 نوفمبر 2022، قدم "تشات جي بي تي" فرصةً لمقدمي الرعاية الصحية وعامة الناس للوصول السريع إلى معلومات تشخيصية وعلاجية واسعة النطاق، ورغم الوعد بتقديم توصيات غذائية مخصصة، غالبًا ما تكون مخرجات "تشات جي بي تي" لإدارة النظام الغذائي لمرض السكري من النوع الثاني ومتلازمة التمثيل الغذائي غير صحيحة أو غير مكتملة أو حتى متعارضة مع الإرشادات، وهذا الاكتشاف مثيرٌ للقلق، خاصةً عندما يعتمد المتخصصون في الرعاية الصحية أو المرضى عليه فقط.

الدكتورة
فرح نجا البروفيسور بقسم التغذية العلاجية والحميات بجامعة الشارقة الإماراتية

الدكتورة فرح نجا البروفيسور بقسم التغذية العلاجية والحميات بجامعة الشارقة الإماراتية


Enlarge image

ووفق "نجا"، فإن فقدان الوزن الزائد أمرٌ محوري في علاج مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومع ذلك لم تلتزم مُخرجات "تشات جي بي تي" بتوصيات فقدان الوزن، كما أنها لا توفر توصيات النشاط البدني المناسبة، وكانت التوجيهات حول عدة عناصر غذائية غير مكتملة، مثل تناول الصوديوم لارتفاع ضغط الدم، وتوزيع الكربوهيدرات لمرض السكري، وتناول الدهون المشبعة.

كما أغفلت المخرجات أيضًا الحاجة إلى زيادة تناول الألياف أو الحبوب الكاملة، وكانت غير مكتملة في تقديم التوجيه حول فحص الحالة الغذائية بناءً على قياسات الجسم، وعند تقديم قوائم غذائية، لم تلبِّ المخرجات المتطلبات من حيث الطاقة والكربوهيدرات والدهون، بالإضافة إلى الكالسيوم وفيتامين "د".

وانتهى القائمون على الدراسة (فرح نجا ولارا نصر الدين) إلى أنه بالرغم من أن تطبيقات "تشات جي بي تي" ومثيلاتها تتفاعل مع المستخدم بطريقة "شبيهة بالإنسان"، إلا أنها لا تستطيع تعويض خبرة أخصائي التغذية، لذلك فإن على ممارسي الرعاية الصحية توخي الحذر بشأن الاعتماد فقط على هذه البرامج وزيادة الوعي بالمخاطر المرتبطة بذلك.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.247