أحدث الأبحاث

قشرة المريخ تحتوي على مخزونات هائلة من المياه السائلة

نشرت بتاريخ 12 أغسطس 2024

وجود المياه في قشرة المريخ يمهد الطريق لأبحاث جديدة تدرس قابلية الكوكب الأحمر للسكن.. والبحث عن حياة في مكان غير الأرض

محمد السعيد

استخدم الباحثون مسبار InSight Lander لدراسة قشرة كوكب المريخ وطبقاته

استخدم الباحثون مسبار InSight Lander لدراسة قشرة كوكب المريخ وطبقاته


NASA/JPL-Caltech Enlarge image

كشفت دراسة جديدة أن قشرة كوكب المريخ لا تزال تحتوي على مخزونات هائلة من المياه السائلة بالإضافة إلى المياه المجمدة عند أقطابه. 

ويتوقع الباحثون أن تملأ كمية المياه الجوفية على المريخ محيطًا بعمق كيلومتر إلى كيلومترين. 

تشير الدراسة التي نشرتها دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز" (PNAS)، اليوم "الإثنين" 12 أغسطس، إلى أن هذا الاكتشاف يمهد الطريق لأبحاث جديدة تنظر في قابلية الكوكب لاستقبال حياة شبيهة بالتي على الأرض. 

يقول "ميشيل مانجا"، أستاذ علوم الأرض والكواكب في جامعة كاليفورنيا-بيركلي الأمريكية، والمؤلف المشارك في الدراسة: "تؤثر دورة المياه السابقة والحالية على المناخ، كما تشكل السطح، وتحدد البيئات التي يمكن أن تكون صالحةً للسكن، لذا فإن معرفة مكان وجود المياه وكميتها تساعد على فهم دورة المياه وتطور المريخ". 

يضيف "مانجا" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": إن المريخ كان ذات يوم يحتوي على مياه سائلة على سطحه في الأنهار والبحيرات وربما المحيطات، وكنا نعلم أن المياه السائلة المدفونة في أعماق الطبقة تحت السطحية كانت إحدى الإجابات الممكنة لسؤال أين ذهبت المياه السائلة القديمة على سطح المريخ.

استخدم الباحثون مسبار InSight Lander -وهو أول مستكشف روبوتي للفضاء الخارجي، تابع لوكالة "ناسا"- لدراسة قشرة كوكب المريخ وطبقاته، ورأوا أن البيانات الزلزالية قد توضح خصائص قشرة الكوكب الأحمر والسوائل الموجودة فيها؛ إذ اعتمدوا على العمل الذي بذله فريق المسبار لتسجيل البيانات واستخدام تلك البيانات لتحديد سرعات الزلازل، ومكنهم ذلك من تطبيق نماذج فيزياء الصخور.

 

ميشيل مانجا أستاذ علوم الأرض والكواكب في جامعة كاليفورنيا-بيركلي الأمريكية
ميشيل مانجا أستاذ علوم الأرض والكواكب في جامعة كاليفورنيا-بيركلي الأمريكية
Enlarge image

تمكن المسبار من قياس سرعة الموجات الزلزالية وتغيُّرها مع العمق، وتعتمد سرعة الموجات الزلزالية على نوع الصخور، ومعرفة مواقع الشقوق فيها، وما يملأ تلك الشقوق.

يقول "مانجا": دمج الباحثون سرعة الموجات الزلزالية المقيسة، وقياسات الجاذبية، ونماذج فيزياء الصخور. 

ويتابع: نماذج فيزياء الصخور هي نفسها التي نستخدمها لقياس خصائص طبقات المياه الجوفية على الأرض، أو رسم خرائط لموارد النفط والغاز تحت الأرض، إن القشرة الوسطى التي تكون صخورها متشققةً ومليئةً بالمياه السائلة هي أفضل تفسير لكلٍّ من البيانات الزلزالية وبيانات الجاذبية.

ويؤكد الباحث أن النتيجة التي توصل إليها الفريق -والتي تؤكد أن البيانات الحالية تتفق إلى حدٍّ كبير مع وجود مياه سائلة تملأ شقوق الصخور في منتصف قشرة المريخ- لا تعني وجود حياة على المريخ.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.251