أحدث الأبحاث

باحثون في «كاوست» يطورون موردًا جينيًّا لقمح الخبز الحديث

نشرت بتاريخ 17 أغسطس 2024

نتائج الدراسة يمكن أن تسهم في تربية أصناف قمح ذكية مناخيًّا.. والتعرف على التنوع الجيني الذي تم التخلي عنه في أثناء استئناس القمح

محمد السعيد

تمكن فريق من الباحثين بقيادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) من تطوير مورد جينومي لنوع العشب البري المعروف باسم عشبة "الدوسر الطوشي" (Aegilops tauschii)، التي تعد ضمن ثلاثة أعشاب برية دخلت في تهجين قمح الخبز الحديث وتطويره.

 

وأوضح الباحثون في الدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر" (Nature) أن هذه النتائج من شأنها أن تسرع من أبحاث اكتشاف الجينات وتلقي الضوء على قصة الجينات التطورية للقمح.

 

تطور قمح الخبز الحديث (Triticum aestivum) من تهجين ثلاثة أنواع من الأعشاب البرية، يُعرف أحد هذه الأنواع (عشبة الدوسر الطوشي) بأنه مانح جينوم قمح الخبز D، واليوم، تمثل أقارب القمح البري خزانًا وراثيًّا للجينات المفيدة المحتملة التي يمكن استخدامها لتحسين أصناف القمح الحديثة.

 

يقول "سايمون كراتينجر"، أستاذ علم النبات المشارك في جامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية، في السعودية: "قمنا بتجميع وتوصيف مجموعة كبيرة من التنوعات من عشبة القمح البرية المعروفة باسم عشبة الدوسر الطوشي، وأسهمت هذه العشبة البرية في أحد الجينومات الفرعية الثلاثة لقمح الخبز الحديث، وعشبة قمح الخبز مسؤولة عن جودة العجين المرنة لقمح الخبز، والتي تسمح بإعداد الخبز".

 

وأوضح "كراتينجر" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": قمنا بالتحقيق في التاريخ التطوري لجينوم قمح الخبز D، ووجدنا أنه أكثر تعقيدًا مما تم الإبلاغ عنه سابقًا، وتلقي هذه النتائج ضوءًا جديدًا على الأحداث التطورية المبكرة في تطور قمح الخبز، نتائجنا ذات صلة بتربية القمح؛ لأن الأقارب البرية للقمح تحمل جينات مهمة فُقدت في أثناء تدجين القمح وتربيته.

 

ويضيف: قام الباحثون بتسلسل أكبر مجموعة من أقارب القمح البري، والتي تضم ما يقرب من 1000 سلالة من عشبة قمح الخبز، ولأول مرة، نجحنا في تغطية التنوع الجيني الكامل الموجود في السلالات القريبة من القمح البري؛ إذ جمع الباحثون 493 عينة مميزة وراثيًّا، وهو ما سيوفر معلومات مهمة ذات صلة باكتشاف الجينات وتربيتها.

 

أُجريت الدراسة في إطار "اتحاد القمح البري"، وهي مبادرة تتضمن مجموعات بحثية متعددة تعمل على دراسة غلة القمح، وعملت المجموعات المختلفة معًا بشكل منفتح لإنشاء الموارد الجينية المقدمة في هذه الدراسة ومشاركتها.

 

ويرى المؤلف المشارك في الدراسة أن هذه النتيجة ستساعد في الوصول إلى التنوع الجيني الذي تم التخلي عنه في أثناء استئناس القمح وتربيته، ومن ثم يمكن أن تسهم نتائج الدراسة في تربية أصناف قمح ذكية مناخيًّا.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.259