أحدث الأبحاث

علاقة محتملة بين اضطراب التوحد والإكزيما

نشرت بتاريخ 23 أغسطس 2024

دراسة مصرية سعودية ليبية توصي بإجراء دراسات طبية طولية لفهم العلاقة الزمنية بين الاضطرابين

محمد السيد علي

العلاقة السببية بين التوحد والإكزيما تبقى مُعقّدة
العلاقة السببية بين التوحد والإكزيما تبقى مُعقّدة
Eik Scott/ iStock / Getty Images Enlarge image

كشفت دراسة أجراها باحثون في 5 جامعات مصرية بالتعاون مع باحثين في السعودية وليبيا، عن وجود ارتباط محتمل بين اضطراب طيف التوحد ومرض التهاب الجلد التأتبي أو "الإكزيما".

والتوحد هو حالة عصبية تؤثر على التواصل والسلوك، أما "الإكزيما" فهي حالة جلدية مزمنة تتسبب في حكة الجلد واحمراره وجفافه.

واستهدفت الدراسة التي نشرتها دورية "بدياتريك ريسيرش" (Pediatric Research) فحص العلاقة بين التوحد و"الإكزيما"، وتوضيح الروابط المحتملة والآليات الأساسية التي قد تفسر هذا الارتباط.

وأجرى الفريق مراجعة شاملة لدراسات نُشرت حتى أغسطس 2023، باستخدام قواعد البيانات الإلكترونية مثل "سكوبوس" (Scopus) و"ببميد" (PubMed)، وتضمنت المراجعة تحليلًا لـ30 دراسة سابقة شملت مرضى التوحد والإكزيما.

وتم تقسيم التحليل إلى قسمين، في القسم الأول، تم تحليل 23 دراسة شملت 147 ألفًا و430 مريضًا بالإكزيما ممن يعانون من التوحد، و8 ملايين و895 ألفًا و446 مريضًا بالإكزيما فقط دون الإصابة بالتوحد.

وتم حساب نسبة الخطر للإصابة بالإكزيما في كلتا المجموعتين، وأظهرت النتائج زيادةً ملحوظةً في خطر الإصابة بالإكزيما لدى المصابين بالتوحد بنسبة 1.34 ضِعف، مقارنةً بالمجموعة غير المصابة بالتوحد.

وفي القسم الثاني، تم تحليل 7 دراسات شملت 3 ملايين و570 ألف و449 مريضًا بالتوحد يعانون من الإكزيما، و3 ملايين و253 ألفًا و973 مريضًا بالتوحد فقط دون الإصابة بالإكزيما، وأظهرت النتائج عدم وجود زيادة في خطر الإصابة بالتوحد لدى المرضى المصابين بالإكزيما.

يقول خالد سعد زغلول، أستاذ طب الأطفال بجامعة أسيوط والباحث الرئيسي للدراسة: "أظهرت النتائج أن مرضى اضطراب طيف التوحد أكثر تعرضًا للإصابة بالإكزيما، بينما لم يزد خطر الإصابة بالتوحد لدى مرضى الإكزيما".

وعن تفسير هذا الارتباط المحتمل بين المرضين، أضاف "زغلول" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تشير فرضية العوامل الجينية المشتركة إلى وجود قابلية جينية متداخلة بين التوحد والإكزيما؛ إذ تم تحديد تنوعات جينية مرتبطة بكلتا الحالتين، تشمل الجينات التي تنظم الجهاز المناعي ووظيفة حاجز الجلد.

كما تقترح فرضية اضطراب الجهاز المناعي أن التغيرات في وظيفة الجهاز المناعي قد تكون سببًا في العلاقة بين الاضطرابين؛ إذ يظهر خلل مناعي في كلتا الحالتين، مع استجابات مناعية مائلة نحو الالتهاب التحسسي في الإكزيما وتغيرات في بروتينات "السيتوكين" وزيادة الالتهاب في التوحد.

ورغم هذه الأطر النظرية القيمة، تظل العلاقة السببية بين التوحد والإكزيما مُعقّدة، مما يتطلب مزيدًا من البحث لفهم التفاعلات بين العوامل الجينية والمناعية والبيئية، وفق "زغلول".

وأوصى الباحثون بإجراء دراسات طبية طولية لفهم العلاقة الزمنية بين الاضطرابين، وتطوير طرق تشخيص وعلاج أفضل، نظرًا لزيادة تكرار حدوث المرضين وتزايُد انتشارهما.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.266