أخبار

تحذيرات من أضرار المياه المعبأة

نشرت بتاريخ 26 سبتمبر 2024

خبراء في "وايل كورنيل للطب –قطر": عينات المياه المعبأة تحتوي على ملوثات مثل البلاستيك الدقيق المسبب لاضطراب الهرمونات

محمد السعيد

بلغ سوق المياه المعبأة في دول مجلس التعاون الخليجي 23.8 مليار دولار في عام 2023
بلغ سوق المياه المعبأة في دول مجلس التعاون الخليجي 23.8 مليار دولار في عام 2023
Public Domain Enlarge image

أكد خبراء في الصحة العامة في كلية "وايل كورنيل للطب -قطر"، ضرورة توخي الحذر من الخطر المتنامي الذي تفرضه المياه المعبأة على الصحة البشرية والكوكبية.

 

وأوضح الخبراء -في تعليق نشرته مجلة "بي إم جي جلوبال هيلث" (BMJ Global Health)- أنه يتم شراء مليون زجاجة كل دقيقة في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم أكثر وسط الطلب المتزايد.

 

ويعتمد حوالي ملياري شخص حول العالم على المياه المعبأة مع وصول محدود -أو لا يوجد لديهم وصول- إلى مياه الشرب الآمنة.

 

وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10% و78% من عينات المياه المعبأة تحتوي على ملوثات، بما في ذلك البلاستيك الدقيق الذي غالبا ما يتم تصنيفه على أنه مسبب لاضطراب الهرمونات (الغدد الصماء)، ومواد أخرى مختلفة بما في ذلك "الفثالات" التي تستخدم لجعل البلاستيك أكثر متانة.

 

يقول أميت أبراهام –الأستاذ المساعد في علوم الصحة السكانية السريرية في كلية طب وايل كورنيل في قطر، والمؤلف الرئيسي للدراسة-: "على الرغم من الاعتقاد السائد بأن المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية أكثر أمانا للاستخدام من مياه الصنبور، إلا أن المواد الكيميائية الضارة من البلاستيك يمكن أن تتسرب إلى الماء".

 

يضيف "أبراهام" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يرتبط التعرض لهذه المواد الكيميائية بزيادة خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك الاضطرابات الهرمونية والأمراض المزمنة.

 

اعتمدت الدراسة على عدد من الدراسات السابقة والبيانات الرسمية من جهات حكومية مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وجهة نظر المؤلفين المدعومة بالأدلة حول هذا الموضوع.

 

ونظرا للآثار الصحية والكوكبية، أمدت الدراسة حاجة المجتمعات إلى إعادة تقييم اعتمادنا على المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية، وخاصة في الأماكن التي يكون فيها ماء الصنبور آمنا للشرب وفي متناول اليد؛ إذ تتبع أنظمة مياه الصنبور في البلدان ذات الدخل المرتفع عموما معايير السلامة الصارمة، وتخضع للمراقبة بانتظام.

 

ووفق الخبراء، فإن تشجيع استخدام عبوات المياه القابلة لإعادة الاستخدام (المصنوعة من الزجاج أو الفولاذ، على سبيل المثال)، وزيادة الوعي من خلال الحملات التعليمية حول تأثيرات المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية، وزيادة توافر نوافير المياه الصالحة للشرب، وتقديم الحوافز لاستخدام مياه الصنبور، هي أدوات يمكن تنفيذها لتعزيز استخدام مياه الصنبور.

 

ومن المتوقع أن يظهر حجم سوق المياه المعبأة في الشرق الأوسط معدل نمو  بنسبة 7.54٪ خلال الفترة 2024-2032.

 

وبصرف النظر عن الشرب، يستخدم بعض المستهلكين المياه المعبأة لإعداد المشروبات وطهي الطعام. فيما تشير الإحصاءات إلى وصول سوق المياه المعبأة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 23.8 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 46.3 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032.

 

من جهتها، توضح "نهى الحلواني" -رئيس قسم البوليمرات والأصباغ في المركز القومي للبحوث بمصر- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست"، أن بعض أنواع البلاستيك المستخدمة في حفظ مياه الشرب، مثل البولي إيثيلين، والبولي فينيل كلوريد، حين يتعرض للحرارة تنطلق منه بعض المواد التي تنتقل إلى المياه أو الطعام وتتفاعل معها وتشكل خطورة على صحة الإنسان.

 

وتضيف "الحلواني": يمكن استخدام بعض أنواع البلاستيك الأكثر أمانا، مثل البولي بروبلين. وتتفاوت درجات أمان البلاستيك وصلاحيته للاستخدام في حفظ المشروبات والأطعمة للاستخدام البشري.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.300