من واقع تجربة مؤرِّقة: ما العمل إذا قوبلت أطروحتك بالرفض؟
12 November 2024
نشرت بتاريخ 6 فبراير 2019
سنوات ظاهرة إلنينيو الشديدة والأكثر تقاربًا قد تزيد من عدد فاشيات الأمراض المنقولة بالبعوض في أمريكا الجنوبية وما وراءها.
احتل وباء فيروس زيكا (ZIKV) في عامي 2015- 2016 العناوين الرئيسية في العالم، حيث انتشر بسرعة عبر الأمريكتين وجنوب شرق آسيا. وكانت إحدى القوى الدافعة وراء انتشار هذا الوباء عاصفة ملائمة جدًّا من الطقس الحار والرطب جلبتها ظاهرة إلنينيو القوية.
الآن، عمد العلماء في البرازيل، إلى جانب باحثين في كلٍّ من الهند والمملكة العربية السعودية، إلى تحليل نموذج لتوقعات تواتر وشدة سنوات إلنينيو المستقبلية، للتحقق من إمكانية حدوث ZIKV أو غيره من الأمراض المنقولة بواسطة البعوض التي ستضرب أمريكا الجنوبية بقوة مجددًا1 .
تشير الأبحاث الحديثة التي نُشرت في Nature إلى أنه "إذا استمرت الاتجاهات الحالية في ظاهرة الاحترار العالمي، فسيتضاعف معدّل حدوث وقائع إلنينيو الشديدة"، استنادًا إلى قول فادلامودي راو من المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل. "لقد سلطنا الضوء على ست سنوات لإمكانية وقوع أحداث إلنينيو القصوى في الفترة الممتدة بين السبعينيات والتسعينيات القادمة (2070- 2090)، وحللنا درجات حرارة الهواء المحتملة لتحديد أي مناطق أمريكا الجنوبية قد تكون الأكثر تضررًا بسبب فيروس زيكا.
يُحمل ZIKV بواسطة الزاعجة المصريةAedes aegypti ، التي تتغذى على الدم البشري. تعتمد أنماط تكاثر البعوض وبقياه (بقائه) على درجة الحرارة بشكل كبير. وتتطور بيوضه بشكل أفضل بين درجتي 27 و40 مئوية. وقد وجد راو وفريقه أن درجات حرارة الهواء في معظم أنحاء أمريكا الجنوبية يمكن أن تكون بسهولة ضمن هذا النطاق، مع إمكانية وجود بؤر وبائية تضمّ غابات الأمازون ومنطقة ساو باولو البرازيلية وشمال الأرجنتين.
يحتاج البعوض إلى تجمعات المياه الراكدة التي يمكنه أن يتكاثر فيها، أي أن أنماط هطول الأمطار يمكنها أيضًا الإسهام في نجاح تكاثره. وحتى في الأجواء الحارة والجافة، تستطيع المياه المخزّنة في البيوت توفير الأسباب لتكاثره.
"نظرًا إلى أرجحية زيادة هذه الأمراض في المستقبل، فإنه من الحكمة الاستعداد لها"، وفق قول راو. "إننا نعكف الآن على دراسة توقعات الاحترار العالمي على امتداد المناطق المدارية؛ لكي نتمكن من تسليط الضوء على المناطق الأخرى التي قد تتأثر في جميع أنحاء العالم".
"من المرجح أن فاشية فيروس زيكا الأخيرة في أمريكا اللاتينية قد حدثت نتيجةً لعدد كبير من العوامل"، وفق اعتقاد سايريل كامينيد، الباحث في علم الأوبئة والصحة السكانية في جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، ومؤلف ورقة بحثية2 نُشرت عام 2017، وجاء فيها أول ربط بين تفشِّي فيروس ZIKV وظاهرة إلنينيو. "كان سكان أمريكا اللاتينية شديدي الاستعداد للإصابة بهذا المرض في ذلك الوقت، ويرجع هذا -جزئيًّا- إلى كونهم لم يسبق أن تعرضوا قَط لـفيروس زيكا من قبل".
ثمة لقاحات قيد التطوير لمواجهة فيروس زيكا، ويستطلع الباحثون جدوى إطلاق البعوض المعقّم المعدّل وراثيًّا في البرية. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه عندما يصيب الفيروس منطقةً ما، فإن مناعة الإنسان الطبيعية تزداد، مما يقلل من احتمال حدوث أوبئة في السنوات اللاحقة.
doi:10.1038/nmiddleeast.2019.17
تواصل معنا: