من واقع تجربة مؤرِّقة: ما العمل إذا قوبلت أطروحتك بالرفض؟
12 November 2024
نشرت بتاريخ 2 يناير 2024
التعرض للأحداث المؤلمة يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة
يواجه أكثر من 100 مليون شخص حول العالم، نصفهم من الأطفال، خطر التهجير قسرًا بسبب الحروب المشتعلة في سوريا وإثيوبيا والسودان واليمن وغيرها من الدول.
وحذّرت دراسة حديثة من أزمة الصحة العقلية التي تواجه اللاجئين من الأطفال؛ إذ يعيش واحد من كل 6 أطفال حول العالم في مناطق الصراع والحروب.
وكشفت دراسة الحالة التي تركز على اللاجئين السوريين أن الأطفال يتعرضون للعديد من الأحداث المؤلمة، بدءًا من مشاهدة العنف وفقدان الأحبة إلى الانفصال عن الأسرة ومواجهة عدم اليقين بشأن المستقبل.
وأضافت الدراسة التي نشرتها دورية "هيومانيتيس آند سوشيال ساينسس كومينيكيشنز" (Humanities and Social Sciences Communications) أن "هذه الأحداث تجعل الأطفال أكثر تعرضًا لمشكلات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة".
وأدت الحرب السورية إلى نزوح أكثر من 13 مليون سوري (سواء داخل الأراضي السورية أو خارجها)، ما يمثل 27% من لاجئي العالم، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
يقول جوستاف جريدباك، أستاذ علم النفس التنموي بجامعة أوبسالا السويدية، وقائد فريق البحث: تكشف الدراسة عن اتجاهات مثيرة للقلق في ديناميكيات الأسرة؛ إذ تزيد مشكلات الصحة العقلية والممارسات الأبوية السيئة، والضغوط البيئية -مثل قلة المياه وانعدام الأمن الغذائي- من التحديات التي يواجهها الأطفال في البلدان المُضيفة.
يضيف "جريدباك" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تركز الدراسة على اللاجئين السوريين، لكن النتائج لها آثارٌ أوسع على ملايين الأطفال النازحين حول العالم، وتؤكد الحاجة المُلحة إلى التدخلات القائمة على برامج الدعم المصممة خصوصًا لتلبية احتياجات الصحة العقلية للأطفال اللاجئين.
وتتفق تصريحات "جريدباك" مع ما أكدته دراسة سابقة من ضرورة الاهتمام بإجراءات تحسين الرفاه والصحة العقلية للأطفال والمراهقين المتأثرين بالحروب والنزاعات المسلحة.
وكشفت النتائج أن اللاجئين السوريين أكثر تعرضًا للأحداث المؤلمة، مثل الوضع القانوني، والتنقل، ونقص الدعم الاجتماعي، وافتقاد المأوى، وانعدام الأمن الشديد، والاستغلال، ما يعرضهم لأضرار جسدية و/أو نفسية.
وبالنسبة للأطفال على وجه الخصوص، ترتبط هذه الضغوط التراكمية بضعف الصحة العقلية وتأخر النمو في العديد من المجالات، بما في ذلك الأداء المعرفي وتنظيم العاطفة والمعالجة العاطفية.
ونتيجةً لتجاربهم المؤلمة، يكون كلٌّ من الوالدين والأطفال أكثر تعرضًا لخطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية، بما في ذلك الأمراض النفسية والأعراض النفسية الجسدية.
وأظهرت الدراسة ارتفاع معدلات انتشار الاكتئاب بين اللاجئين السوريين البالغين بالبلدان المجاورة لسوريا، مقارنةً بالمقيمين في دول غربية، فعلى سبيل المثال، تم الإبلاغ عن الاكتئاب بين 44% من اللاجئين في لبنان، و37% بتركيا، و30% بمصر، و29% بالأردن، مقارنةً بـ14% في ألمانيا.
من جهته، يوضح جمال فرويز -استشاري الطب النفسي في مصر- أن النزوح له تأثير سلبي مباشر على هرم الاحتياجات النفسية، الذي تركز قاعدته على الاحتياجات الأساسية مثل المأكل والمشرب، بالإضافة إلى احتياجات الأمان مثل السلامة الجسدية والأمن الأسري والصحي، ثم الاحتياجات الاجتماعية مثل الصداقة والعلاقات الأسرية.
يضيف "فرويز" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يمكن أن توفر مراكز النزوح الاحتياجات الأساسية للأطفال، لكنها غالبًا تفتقر إلى تلبية الاحتياجات العاطفية، ما يؤثر على هوية الأطفال النفسية، ويجعلهم أكثر تعرضًا لاكتساب سلوكيات مثل القسوة غير المبررة أو الطيبة الزائدة عن الحد، أو الانطوائية.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.14
تواصل معنا: