أحدث الأبحاث

إعادة تشكيل وجه أقدم إنسان عاقل عاش على وجه الأرض

نشرت بتاريخ 26 يونيو 2024

التصميم الجرافيكي يسهم في إعادة تشكيل أقدم جمجمة معروفة للإنسان العاقل عُثر عليها في جبل إيغود بالمغرب.

شروق الأشقر

يبدو الوجه
النهائي ممتازًا ومتماسكًا تمامًا من الناحية التشريحية

يبدو الوجه النهائي ممتازًا ومتماسكًا تمامًا من الناحية التشريحية


Cicero Moraes

Enlarge image

هل تخيلت يومًا ما هو شكل أقدم إنسان عاقل وطئت قدماه الأرض، أو دعونا نقُل أقدم إنسان عاقل عرفته البشرية حتى الآن؟

في عام 2017، عثر فريق من العلماء من معهد ماكس بلانك على حفريات لأقدم إنسان على الأرض في "جبل إيغود" بالمغرب، تعود إلى قرابة 315 ألف سنة، وتمثل هذه الحفريات أقدم عضو من جنسنا البشري عُثر عليه على الإطلاق.

وأحدث هذا الاكتشاف ثورةً في فهمنا لتاريخ البشرية؛ إذ أرجع تاريخ ظهور الإنسان العاقل على الأرض إلى أسبق بحوالي 100 ألف سنة ممّا كان يُعتقد سابقًا.

وفي عام 2024، قرأ سيسيرو موريس -الخبير البرازيلي المتخصص في التصميم الجرافيكي- نسخةً من كتاب "عالم جديد رائع: تاريخ احتلال الإنسان للأمريكتين" لـ"بيرناردو إستيفيس"، الذي يناقش كيفية استيطان الإنسان العاقل للأمريكتين.

يقول "موريس" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": أحد الفصول حمل عنوان "فتح العالم.. اكتشافات جبل إيغود"، مما شجعني على إعادة تصميم ذلك الوجه.

كانت البيانات المستخدمة من رجل بالغ ذي مؤشر كتلة جسم منخفض من العصر الحديث، وتمكن "موريس" من تصميم تصوير واقعي لأقدم أجدادنا حتى الآن، وكشفت إعادة التصميم عن وجه وُصف بأنه "قوي وهادئ"، وذلك من خلال تحليل شكل الجمجمة، وفق دراسة نشرتها مجلة (OrtogOnlineMag).

يحدث هذا
الاكتشاف ثورةً في فهم تاريخ البشرية

يحدث هذا الاكتشاف ثورةً في فهم تاريخ البشرية



Enlarge image

يضيف موريس: في البداية، قمت بمسح الجمجمة ثلاثي الأبعاد باستخدام البيانات التي قدمها الباحثون من معهد ماكس بلانك، ثم بدأت في تقريب الوجه، وهو عملية تتضمن دمج عدة خطوات، مثل التشوه التشريحي لتعديل أي كسور أو اعوجاج في الحفرية الأصلية، بهدف الحصول على جمجمة سليمة يستطيع بناء الملامح عليها بشكل أقرب إلى الحقيقة، وكان الوجه النهائي ممتازًا ومتماسكًا تمامًا من الناحية التشريحية.

لا يوسِّع هذا التصميم فهمنا لتاريخ البشرية فقط، بل يعيد صياغة مفهومنا عن الانتشار الجغرافي والتنوع البيولوجي لأسلافنا الأوائل، تلك الاكتشافات تثبت أن تطور الإنسان كان عمليةً معقدةً ومتشعبة، مما يضيف بُعدًا جديدًا إلى فهمنا لتاريخنا الطويل والمتنوع، مما يقربنا أكثر من فهم حكايتنا الكاملة نحن البشر على الأرض، وفق "موريس".

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.198