أحدث الأبحاث

كتبة مصر القديمة واجهوا إصابات عمل في الجهاز العظمي

نشرت بتاريخ 29 يونيو 2024

يرجع الباحثون التغيرات التي لوحظت في العمود الفقري وأكتاف الكتبة إلى جلوسهم لفتراتٍ طويلةً في وضع القرفصاء

محمد السعيد

تماثيل تصور المشرف على كتبة الوثائق الملكية وزوجته
تماثيل تصور المشرف على كتبة الوثائق الملكية وزوجته

Martin Frozen, Czech Institute of Egyptology, Charles University.

Enlarge image

يواجه العاملون في الوظائف والمهن المكتبية بعض المشكلات الصحية والآلام في العمود الفقري والرقبة، لكن يبدو أن هذه الإصابات ليست وليدة ظروف عمل عصرنا الحديث.

ووفق دراسة نشرتها دورية "ساينتفك ريبورتس"، فإن المهمات التي كان الكتبة في مصر القديمة يؤدونها ربما أدت إلى تغيرات تنكسية في الهيكل العظمي.

فحص المؤلفون بقايا الهياكل العظمية لـ69 من الذكور البالغين -بينهم 30 كانوا كتبة- الذين دُفنوا في مقبرة أبو صير بمحافظة الجيزة بمصر في الفترة ما بين 2700 و2180 قبل الميلاد.

وحدد الباحثون التغيرات التنكسية في المفاصل، والتي كانت أكثر شيوعًا بين الكتبة مقارنةً بالرجال الذين يعملون في مهن أخرى.

يقترح المؤلفون أن التغيرات التنكسية التي لوحظت في العمود الفقري وأكتاف الكتبة يمكن أن تكون ناتجةً عن جلوسهم فتراتٍ طويلةً في وضع القرفصاء مع انحناء الرأس إلى الأمام، وانثناء العمود الفقري، ووضع أذرعهم في أوضاع غير مدعومة.

ويرى الفريق أن الأعراض الفردية أو مناطق الهيكل العظمي الأكثر شيوعًا لدى الكتبة ليست هي الأكثر أهمية، وإنما ظهور هذه الأعراض معًا هو المهم.

تقول "بيترا بروكنر هافيلكوفا" -عالمة الأنثروبولوجيا في قسم الأنثروبولوجيا بالمتحف الوطني في براغ بتشيك- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": حتى الآن لم يركز أحد على الكتبة كمجموعة مهنية من الأفراد الذين تُظهر هياكلهم العظمية تغيرات متطابقة أو مشابهة مقارنةً بالآخرين، والتي قد تكون مرتبطةً بالمهمات التي أدوها على نحو متكرر والمناصب التي كان عليهم البقاء فيها فترات زمنية طويلة.

وتوضح الدراسة أن التغيرات كانت أكثر وضوحًا في المفاصل التي تربط الفك السفلي بالجمجمة، وعظمة الترقوة اليمنى، وأعلى عظم العضد الأيمن، وعظم المشط الأول في الإبهام الأيمن، وأسفل الفخذ، وفي جميع أنحاء العمود الفقري، وبشكل خاص في الجزء العلوي.

تضيف "هافيلكوفا": العثور على نسبة أعلى من التغيرات التنكسية وغيرها من التغيرات، في كل هذه الأجزاء المحددة أو معظمها، يمكن أن يساعد لاحقًا في تحديد النشاط الكتابي حتى في الهياكل العظمية للأفراد الذين لا تُعرف ألقابهم أو معلومات أخرى عن حياتهم وعملهم.

وتتابع: إذا عُثر مستقبلًا على هيكل عظمي لرجل يعاني تدهورًا شديدًا في العمود الفقري العنقي، أو هشاشةً في عظام مفاصل الفك والكتف، أو في الإبهام الأيمن، أو في الركبة، فقد يكون من المعقول التساؤل عما إذا كان من الكتبة أم لا.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.203