أحدث الأبحاث

مقاومة عالية للأدوية في عينات بكتيريا السُّل المعزولة لسكان دلتا النيل

نشرت بتاريخ 15 سبتمبر 2024

توصيات بضرورة تحسين تدابير مكافحة مرض الدرن في مصر.. واستخدام اختبارات الجينوم لمكافحة مقاومة الأدوية المتزايدة

سمر أشرف

Creative Commons Attribution
Creative Commons Attribution
يجب إجراء اختبار حساسية المضادات الحيوية للحالات المشخصة بمرض الدرن بشكل روتيني Enlarge image

يؤدي مرض الدرن -الذي تسببه بكتيريا السُّل "المُتَفَطِّرة السُّلِّيّة"- إلى حوالي 1.3 مليون حالة وفاة سنويًّا، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2022.

 

وبينما تنتشر مقاومة بكتيريا السُّل للأدوية على نحوٍ متزايد في جميع أنحاء العالم، لا توجد دراسات كافية حول تلك الأزمة في الشرق الأوسط.

 

وفي محاولة لسد هذه الفجوة، أجرى باحثون دراسة جديدة نشرتها دورية "ساينتفك ريبورتس" (Scientific Reports) عن مرض الدرن في مصر.

 

وتسلط الدراسة الضوء على القلق المتزايد بشأن مقاومة الأدوية بين عينات بكتيريا السُّل المعزولة من سكان دلتا النيل؛ إذ جمع الباحثون 102 من العينات من محافظتي القاهرة والإسكندرية، ووجدوا أن أكثر من 50% من العينات أظهرت مقاومة لعقار واحد على الأقل من العقاقير المضادة للسل، فضلًا عن ارتفاع معدلات مقاومة الأدوية -بشكل عام- في مصر لتبلغ 35%.

 

يقول عادل طلعت -أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة ويسكونسن-ماديسون، والمشارك في الدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": كان مفاجئًا ارتفاع نسبة العزلات البكتيرية المقاومة للأدوية الموجودة في مصر؛ إذ إن 31٪ من العزلات كانت مقاومةً للمضاد الحيوي الستربتوميسين، في حين كانت 17٪ من العزلات مقاومةً لعقار الإيزونيازيد، وبالمقارنة بالدول المجاورة في الشرق الأوسط، فإن هذه الأرقام مرتفعة وتثير المخاوف بشأن نوع تدابير السيطرة المستخدمة لعلاج الدرن في مصر.

 

وتشير مي محمد شريف سليمان -أستاذ علم الأمراض الكيميائي السريري بكلية الطب بجامعة القاهرة- إلى أن "البكتيريا المتفطرة بطيئة النمو، مما يجعل اختبار حساسية المضادات الحيوية يستغرق حوالي الشهرين، علاوةً على ذلك، يتطلب هذا الاختبار معامل متخصصة ذات مستويات أعلى من السلامة البيولوجية".

 

وتقول "سليمان": تمثل التقنيات الجزيئية طرقًا بديلةً أكثر أمانًا لتحديد الاستجابة للمضادات الحيوية، ومع ذلك فإن الطفرات المسؤولة عن مقاومة المضادات الحيوية غير معروفة بشكل كامل، وخاصةً في مصر، لذا استخدم الباحثون تقنية تسلسل الجينوم لتحديد الطفرات المرتبطة بمقاومة الأدوية، وأظهرت النتائج وجود عدة سلالات مختلفة المنشأ، مما يضيف تعقيدًا إلى عدوى السُّل.

 

ويؤكد الباحثون ضرورة تعزيز مراقبة الدرن واستخدام التقنيات القائمة على اختبارات الجينوم لمكافحة مقاومة الأدوية المتزايدة، وتحسين إستراتيجيات العلاج ومواصلة البحث لمعالجة هذه المشكلة الصحية المتصاعدة في مصر والعالم.

 

تضيف "سليمان": يجب توفير أدوات التشخيص في مستشفيات الصدر ومرافق الرعاية الصحية، كما أن هناك حاجة إلى إجراء اختبار حساسية المضادات الحيوية للحالات المشخصة بالمرض بشكل روتيني باستخدام الطرق الجزيئية لتجنُّب مخاطر السلامة البيولوجية والحصول على نتائج في الوقت المناسب.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.289