أخبار

أربعة نصائح للتقدم لوظيفة غير معلن عنها

نشرت بتاريخ 23 فبراير 2025

وفقًا لاستطلاع رأي أجرته دورية Nature حول التوظيف في المجال العلمي، بإمكان المتقدم لشغل وظيفة جذب انتباه القائمين على التوظيف في حالة كتلك من خلال هذه الاستراتيجيات الأربعة.

ليندا نوردلينج

Credit: Getty

استطلاع رأي دورية Nature لعام 2024 حول التوظيف في المجال العلمي

هذا المقال هو الخامس ضمن سلسلة قصيرة من المقالات التي تناقش نتائج استطلاع رأي عالمي أجرته دورية Nature للوقوف على آراء المديرين المسؤولين عن التوظيف في المجال العلمي. وقد دُشن هذا الاستطلاع، الذي أُعد بالشراكة مع شركة «ثينكس إنسايتس آند استراتيجي» Thinks Insights & Strategy، وهي شركة استشارية بحثية تتخذ من لندن مقرًّا لها، في يونيو من عام 2024، وأُعلن عنه على موقع Nature.com ضمن منتجات شركة «سبرينجر نيتشر» Springer Nature الرقمية، وكذلك خلال حملاتها الترويجية على البريد الإلكتروني. وشارك في الإجابة عن أسئلة الاستطلاع 1134 مشاركًا من 77 دولة ينتمون إلى المجالين الأكاديمي والصناعي إلى جانب عدة قطاعات أخرى، ومنهم أشخاص ينتمون إلى المجال الصناعي وردت إجاباتهم في إطار الشراكة القائمة مع فريق «والر»Walr، وهو فريق متخصص في بحوث السوق. وتتوفر مجموعات بيانات الاستطلاع بالكامل على الرابط التالي: go.Nature.com/3bgpazn.

يمكن أن تمثل رسائل طلب التوظيف المقدمة دون دعوة على البريد الإلكتروني أداة شديدة الفعالية للحصول على وظيفة في المجال العلمي. ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته دورية Nature حول التوظيف في المجال العلمي، يرى 43% من رؤساء المختبرات والباحثين الرئيسين أن ذلك النوع من الرسائل وسيلة فعالة يمكن من خلالها للمرشحين للوظائف جذب انتباه أصحاب العمل؛ إذ قال 57% من القائمين على التوظيف إنهم "غالبًا" أو "دائمًا" ما يردون على ذلك النوع من طلبات التوظيف.

بيد أنه بالنظر إلى أن 39% من القائمين على التوظيف الذين شملهم الاستطلاع يتلقون مثل هذه الرسائل الإلكترونية بصفة شهرية على الأقل – بل ويتلقاها بعضهم بصفة يومية - فإن صياغة رسالة مميزة يعد أمرًا لا غنى عنه للحصول على الوظيفة المرجوة. ولكي تتفادى رفض طلبك للتوظيف، أو عدم الترحيب به، أو النظر إليه على أنه مجرد سرد لمجموعة من البيانات شديدة العمومية، يتعين عليك أن توازن بدقة في طلبك الإلكتروني ما بين الاعتداد بالنفس واحترام المتلقي.

وفيما يأتي أدناه أربع استراتيجيات رئيسة لتحقيق النجاح، تستند جميعها إلى رؤى مستمدة من الاستطلاع وحلقات نقاشية استضافها فريق العمل المسؤول عن قسم «حديث المهن» Careers بدورية Nature في نوفمبر الماضي، إلى جانب مقابلات شخصية أُجريت مع باحثين ممن يتلقون هذه النوعية من الرسائل أو ممن كتبوا رسائل ناجحة في هذا الإطار.

عليك أن تُبيِّن أنك على دراية ببيئة العمل

من الضرورة بمكان تصميم طلبك الإلكتروني بحيث يكون مخصصًا للوظيفة المعنية. فوفقًا لنتائج الاستطلاع، من المرجح أن يرد 58% من القائمين على التوظيف على طلبات التوظيف الإلكترونية التي تُبيِّن لهم أن المتقدم على دراية كافية ببيئة العمل وبالأبحاث التي تُجرى هناك. وترتفع النسبة في المجال الأكاديمي إلى 68% مقارنة بـ 48% بين أصحاب العمل في قطاع الصناعة (انظر "أفضل خمس طرق لتعزيز فرص نجاح طلبك للتقدم لوظيفة غير معلن عنها").

أفضل خمس طرق لتعزيز فرص نجاح طلبك للتقدم إلى وظيفة غير معلن عنها

يقول القائمون على التوظيف في الأوساط الأكاديمية وفي المجالات الصناعية إن العناصر المذكورة أدناه تمثل العوامل الرئيسة التي تحفزهم على الرد على طلبات التوظيف المقدمة دون دعوة.

1- إظهار معرفة المتقدم ببيئة العمل أو بالأبحاث التي تجرى هناك،

2- صياغة الطلب بطريقة احترافية،

3- وتخصيص الطلب للوظيفة أو الجهة المعنية،

4- وجود مكان شاغر في محل العمل،

5- أن يكون المتقدم معروفًا لأحد الزملاء أو الأقران.

يتفق أندرياس لاوستسن-كيل، رائد الأعمال في مجال التقنيات الحيوية من جامعة الدنمارك التقنية التي يقع مقرها في بلدة كونجِنس لينجبي، مع هذا الرأي؛ ويستند في ذلك إلى عشرات الطلبات المقدمة دون دعوة التي يتلقاها كل يوم للحصول على وظيفة.

كذلك أضاف لاوستسن-كيل خلال مشاركته في الحلقات النقاشية التي عقدتها دورية Nature : "إذا كان طلب الوظيفة المرسل من خلال البريد الإلكتروني شديد العمومية، فإن المتقدم بهذه الطريقة يحكم على نفسه بعدم الأهلية لنيل الوظيفة. فإذا لم يُجرِ هذا المتقدم عملية بحث كافية عن فريق العمل الذي يرغب في الانضمام إليه، فيرجح أنه لن يبلي بلاء حسنا في البحث عن المسائل الأخرى المطلوبة في إطار الوظيفة".

اشرح دوافعك

غالبا ما يكون توضيح المتقدم للأسباب التي جعلته يرسل طلب التوظيف المعني في هذا الوقت بالتحديد، أو إلى ذلك الفريق البحثي بعينه، أكثر أهمية في مثل هذه الحالة منه عند التقدم لشغل الوظائف المُعلَن عنها. فبحسب نتائج الاستطلاع، اتضح أن 46% من القائمين على التوظيف تزداد احتمالية ردهم على رسائل طلبات التوظيف إن كانت مخصصة للوظيفة المعنية، إلا أن هذه النسبة تزيد في المجال الأكاديمي (59%) مقارنة بالمجال الصناعي (29%).

إيلين باركس، الباحثة في مجال الأورام من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، تجد نفسها في كثيرة من الأحيان في حيرة إزاء السبب الذي دفع طالب الوظيفة إلى التواصل مع القائمين على التوظيف. فقالت خلال الحلقات النقاشية التي عقدتها دورية Nature: "لا يخبرني المتقدم عما يدفعه للتقدم لنيل تلك الوظيفة بعينها؛ أو بالأخص، ما الذي يثير حماسه، أو ما الذي يجعله يرغب في الاستمرار في المجال الأكاديمي رغم إمكانية حصوله على راتب أعلى في المجال الصناعي. أبحث فقط عن الرسائل التي تراعي تلك الأمور وأرد على أصحابها".

وتضيف فرناندا آدام، عالمة البيئة المتخصصة في دراسة الأراضي الرطبة من جامعة جريفيث في بريسبان بأستراليا، والتي تتلقى يوميًا طلبات توظيف دون دعوة، أنها ترغب في الوقوف على مبادئ المتقدم لشغل الوظيفة؛ فعلى سبيل المثال، هل شارك في عمل تطوعي أو في نشاط بعينه؟ وتقول آدام: "المسألة برمتها تتعلق بأن يكون لدى المتقدم الحافز المناسب".

اترك انطباعا يدل على الاحترافية

وفقًا لنتائج الاستطلاع، لوحظ أنه من المرجح أن يرد 53% من القائمين على التوظيف على رسائل البريد الإلكتروني الاحترافية، بمعنى أن تكون الرسالة موجزة ومنظمة تنظيمًا جيدًا وأن تحترم وقت المتلقي.

تتلقى باركس ما يصل إلى عشرة طلبات مقدمة دون دعوة أسبوعيًا؛ ويكون بعض مقدمي هذه الطلبات من حاملي درجة الدكتوراه الباحثين عن وظيفة. وتنصح باركس طالبي الوظائف بالتركيز على الفقرتين الافتتاحية والختامية من الطلب؛ وتوضح أنها في بعض الأحيان لا تجد وقتًا سوى لقراءة تلك الفقرتين قبل اتخاذ قرار بشأن المضي قدمًا في قراءة باقي أجزاء الطلب. وتضيف باركس: "لهذا السبب تأكدوا من أن تكون الافتتاحية والخاتمة كفيلتين بجذب المتلقي".

وتوضح باركس أن الافتتاحيات السيئة تشمل عبارات شديدة العمومية مثل "أرجو أن تكونوا في أحسن حال". ومن ثمَّ تقول إن الافتتاحيات الجيدة تخلق انطباعًا جيدًا عن شخصية المتقدم وتعبر عن حماسه لشغل الوظيفة من خلال جمل مثل "رأيتكم تعرضون أبحاثكم وكان لذلك وقع كبير عليّ يتمثل في ...". ثم عليك بعد ذلك، حسبما تضيف باركس، أن تختم طلبك بتوضيح ما تريده من متلقي الرسالة والكيفية التي تريد بها متابعة الطلب.

يقول لاوستسن-كيل إنه عندما يخاطبه طالبو الوظائف بطريقة رسمية مبالغ فيها (مثل "حضرة المحترم")، يكون ذلك بمثابة جرس إنذار؛ لأن ذلك يعني أن كاتب الرسالة ليس على دراية بآداب الثقافة الدنماركية، التي لا تهتم إلا قليلا بالشكليات والرسميات. ويضيف: "رغم أنه يمكن تمامًا تفهم الجهل بأمور كتلك، وضع كذلك كفيل بإقناع صاحب العمل بأن ذلك المرشح سيحتاج إلى فترة طويلة حتى يتأقلم مع بيئة العمل".

كذلك يرى لاوستسن-كيل أن ثمة خطأً شائعًا آخر يتمثل في ثناء طالبي الوظائف على مقالات "غير بالغة الأهمية" أجراها فريقه البحثي، فيقول: "تجدهم يكتبون عبارات من قبيل: قرأت مقالك الفلاني، ووجدت أنه بحث رائع. في حين لا يكون ذلك المقال سوى عمل ثانوي ورتيب أنجزناه كمهمة جانبية صغيرة". ويختم لاوستسن-كيل بقوله إن مثل ذلك السلوك يعكس عادةً أن الكاتب لم يقضِ وقتًا طويلًا في الاستقصاء والبحث عما يفعله ذلك المختبر؛ ولا شك أن ذلك "يترك انطباعًا أسوأ مما لو لم يشر مطلقًا إلى تلك الأبحاث الروتينية البسيطة".

تسليط الضوء على العناصر المشتركة

ذكر 41% من القائمين على التوظيف المشاركين في الاستطلاع الذي أجرته دورية Nature إنهم عادةً ما يردون على رسائل البريد الإلكتروني المقدمة دون دعوة إذا كان طالب الوظيفة شخصًا معروفًا لأحد الزملاء.

على سبيل المثال، تؤكد أدريانا بانكستون، الأكاديمية السابقة المتخصصة في السياسات البحثية، والتي تعمل حاليًّا في الكونجرس الأمريكي، على أهمية إيجاد أرضية مشتركة في مثل هذه الرسائل التي تأتي دون دعوة؛ وتقول: "يتلخص الأمر في خلق نوع من التواصل الإنساني".

فتقول إن بضعة أمور من الممكن أن تبين الاهتمام الصادق لطالب الوظيفة وحس المبادرة لديه، منها، على سبيل المثال، أن تشير إلى محادثة أجريتها مع أحد طلاب الدراسات العليا العاملين في المختبر المعني، أو تُذكِّر الباحث الرئيس أنك قد تعرفت عليه في مؤتمر عُقد مؤخرًا، أو تنوه إلى أنك حضرت إحدى محاضراته. وتضيف الباحثة الأكاديمية: "إذا كنتما تنتميان إلى مسقط رأس مشترك، أو التحقتما بالجامعة نفسها، أو كان لديكما اهتمامات شخصية مشتركة، فلا بد من إدراج هذه المعلومات أيضًا في طلب التوظيف".

لكن يجب أن تكون المعلومات والوقائع المذكورة صحيحة. تتذكر ريتشيل فوستر، عالمة المحيطات من جامعة ستوكهولم، رسالة بريد إلكتروني أشاد فيها طالب الوظيفة بما أسماه "أسلوب الحياة في النرويج"، كما أبدى اهتمامه بمختبر فوستر، الذي يقع مقره حقيقةً في السويد. لذا، تقول فوستر: "إذا كنت تريد الحصول على وظيفة، عليك أن تتأكد من توجيه رسالتك إلى الشخص المناسب!".

هذه ترجمة للمقال الإنجليزي المنشور في دورية Nature بتاريخ 27 يناير عام 2025.

 

doi:10.1038/nmiddleeast.2025.19