New technology tracks movements at the genome level
23 September 2024
Published online 4 يونيو 2019
تمثل بلدان الخليج العربي موئلًا جيدًا للنسور. ثمة حاجة إلى جهود للمحافظة عليها هكذا، وفق دعاة الحفاظ على البيئة1 .
تبدو بعض بلدان شبه الجزيرة العربية، مثل عُمان واليمن والمملكة العربية السعودية، معاقلَ صريحةً للنسور، ومن ضمنها نسر الأذون أو العقاب النوبي Torgos tracheliotos والنسر المصري Neophron percnopterus، والتي تبدو أعداد مجموعاتها مستقرة أو متزايدة2 3 4 . هذه البلدان مهمة أيضًا لهجرة الطيور القَمّامة أو الزبّالة (آكلة الجيف)، ومن ضمنها عُقاب السهوب Aquila nipalensis المهدد بالانقراض، والذي ينتقل إلى المنطقة كل شتاء5 6 .
وباعتبارها مدبرات نفايات الطبيعة، توفر الطيور الزبّالة استهلاكًا مجانيًّا للمخلّفات الحيوية، التي يمكنها أن تكون ناقلةً للأمراض وتستطيع تشجيع انتشار سواها من آكلات الجيف، كالكلاب الوحشية التي يمكنها أن تحمل داء الكلب 7 .
ووفق الأعداد في مقالب القمامة8 9 10 ، فإن عشرات آلاف الكيلوغرامات من النفايات تُستهلك سنويًّا عن طريق الطيور الزبّالة في بضعة مواقع فقط في عمان واليمن. يخدم الحفاظ على الطيور الزبّالة المصالح البشرية عن طريق تمكينها من توفير خدماتها الإيكولوجية القيّمة هذه. وينطبق هذا على شبه الجزيرة العربية وغيرها من الأماكن.
تتعرض الطيور الزبّالة الموجودة في أوروبا وإفريقيا وآسيا -وخاصةً النسور- لضغوط حفظ كبيرة11 12 . وتختلف التهديدات التي تواجهها من بلد إلى آخر، ولكنها تشمل التسمم المستهدف وغير المقصود، والصعق الكهربائي، وقلّة الغذاء، واستخدام أجزاء الجسم في الطب القائم على المُعتقَد. تسببت هذه التهديدات بدورها في انخفاض أعداد المجموعات بشكل كارثي، ودفعت ببعض الأنواع لتصبح مهددةً بالانقراض13 .
إن أسباب الحالة الصحية للمحافظة على الطيور الزبّالة في معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية تختلف جغرافيًّا، ولكن من المرجح أن تكون مرتبطةً بالأغذية السليمة من مصادر بشرية، وأماكن التعشيش الآمنة الوفيرة، وانخفاض مستويات البنية التحتية الكهربائية الخطرة، والمستويات المنخفضة نسبيًّا من السموم والملوِّثات التي كانت تمثِّل تهديدًا كبيرًا لمجموعات الطيور في الهند والبلدان المحيطة بها14 15 .
تستفيد النسور المصرية من الأغذية المتوافرة في محيط النشاط البشري، أما نحن فنستفيد من خدمات التخلّص من النفايات التي تقدمها. يتضح هذا التنافع (التعايش متبادل المنافع) في أماكن مثل جزيرة سقطرى في اليمن9 2 وجزيرة مصيرة في عُمان10 3 ، حيث تُوجَد أفضل كثافات الاستيلاد في العالم مع استمرار الممارسات التقليدية للثروة الحيوانية والزراعة والصيد. كما يمكن رؤية تبادل المنافع بين النسور والإنسان حول مجتمعات بشرية أكثر حداثة، كما في القرب من مسقط في سلطنة عمان، حيث يتم تدبير نفايات البلديات في مكب نفايات هندسي حديث، وحيث تتغذى أعداد هائلة من النسور المصرية يوميًّا8 .
ومع ذلك، فإن النسور المصرية الموجودة في شبه الجزيرة العربية تواجه بيئةً متغيرةً تلوح تهديدات في أفقها. يتغير توافر الأغذية مع تغير الاستهلاك البشري وطرق تدبير النفايات16 . فخطر الصعق بالكهرباء يتزايد مع توسُّع شبكات توزيع الطاقة.
وبينما تحمل التغيرات التي يقودها الإنسان قدرةً على التأثير سلبًا على مجموعات النسور، إلا أن تخفيف حدة العديد منها أو التغلُّب عليها أو حتى تحويلها إلى إيجابي أمر ممكن عن طريق التخطيط الفعال. بالإضافة إلى ذلك، فإن اعتبار النسور أحد عوامل الإستراتيجيات يمكنه التقليل من تكاليف تدبير النفايات؛ لأن النسور تستهلك بعض النفايات. ما زالت بلدان الخليج العربي آخذةً في التطور، لذلك يمكن بناء بنية تحتية جديدة لتكون ملائمةً للنسور منذ البدء، ويمكن تخطيط تدبير النفايات بحيث يضمن بقاء غذاء النسور متوافرًا بأمان. إنها فرص حقيقية.
نظرًا للتطور السريع في شبه الجزيرة العربية، وأهمية المنطقة لفائدة الطيور الزبّالة المقيمة والمهاجرة، فإن الحفاظ على الطيور الزبّالة هناك أمر منطقي ويخدم الغرض. هذا هو الهدف الذي ندعمه. يمكن تطبيق جهود الحفظ عن طريق التخطيط المسبق بدلًا من العمل العلاجي، مما يشير إلى أن هذه الجهود يمكن أن تكون مُجدية اقتصاديًّا أو حتى موفّرة للمال.
نُشرت خطة عمل للمحافظة على النسور11 تضع في اعتبارها أن الطيور الزبّالة تتناقص عدديًّا، ولكنها مفيدة للبشر، وأن تدبير النفايات بطريقة جيدة يمكنه أن يفيد الطيور والبشر بشكل مباشر17 . أيضًا، نشرت دورية بيرد لايف إنترناشيونال BirdLife International17 إرشادات حول تدبير النفايات تركز على الشرق الأوسط، وبدأت مشروع الطيور المهاجرة المحلّقة (https://www.birdlife.org/middle-east/projects/migratory-soaring-birds). وبالإشارة إلى الوضع في جزيرة سقطرى، دعا الباحثون إلى إعادة تأسيس العلاقة متبادلة المنافع بين النسور المصرية والناس في المناطق التي تتراجع فيها أعداد النسور (Gongoso et. al9 ).
إن الوضع الحالي الإيجابي للطيور الزبّالة في شبه الجزيرة العربية تعززه بيئة سخيّة نسبيًّا أمر جيد، لكن يجب ألا يكون سببًا لعدم الإقدام على العمل. إذا لم يُتخذ أي إجراء على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، فسوف تستمر حالة التناقص الحادة وسنخسر مدبّري النفايات الطبيعيين، بالنتيجة، ربما حتى في معاقلها الغنية الحالية، مثل شبه الجزيرة العربية.
doi:10.1038/nmiddleeast.2019.84
Stay connected: