أخبار

نهر النيل شهد دورة هيدرولوجية مضطربة خلال المناخات الرطبة

نشرت بتاريخ 14 يوليو 2024

تنوعت فيضانات النيل بين فيضانات كبيرة جدًّا وفيضانات شبه معدومة بسبب ظاهرة إل نينو

محمد السعيد

شلال على نهر النيل الأزرق بولاية أمهرة الإثيوبية
شلال على نهر النيل الأزرق بولاية أمهرة الإثيوبية
CCBY 2.0 Giustino Enlarge image

كشفت دراسة جديدة عن طبيعة التحولات التي شهدتها الدورة الهيدرولوجية لنهر النيل خلال الفترة الرطبة في شمال أفريقيا، والتي حدثت قبل 11 ألفًا إلى 6 آلاف سنة.

 

وأوضحت الدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر جيوساينس" (Nature Geoscience)، أن المناخات الأكثر رطوبةً أدت إلى نظام نهري غير مستقر للغاية، الأمر الذي ربما جعل وادي النيل غير صالح للسكن.

 

وعلى الرغم من اشتداد تقلبات الفيضانات، إلا أنها شهدت تأثيراتٍ مناخيةً مماثلةً كما هي الحال اليوم، مثل ظاهرة إل نينو، ويشير هذا إلى أن وقوع مثل هذه الأحداث المتطرفة قد يكون أمرًا متوقعًا، مما يساعد على تقليل المخاطر التي يتعرض لها السكان المحليون في المستقبل.

 

تقول "سيسيل بلانشيت"، الباحثة في علم الجيومورفولوجيا في مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في بوتسدام، والباحثة الرئيسية في الدراسة: "درسنا فيضانات النيل الماضية خلال فترة هطول الأمطار المهمة جدًّا في شمال إفريقيا، والتي تُعرف باسم مرحلة الصحراء الخضراء، وأردنا معرفة كيف كان رد فعل النهر على هذه الأمطار الغزيرة".

تضيف "بلانشيت" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": كانت فيضانات النيل أكبر بكثير، ولكنها تنوعت بين فيضانات كبيرة جدًّا وفيضانات شبه معدومة بسبب ظاهرة إل نينو، وهي ظاهرة مناخية تحدث خلال فترات تتراوح بين 4 أعوام و12 عامًا في المحيط الهادي وتؤدي إلى دفء مياهه، وهو ما قد يتمخض عن موجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق أفريقيا، وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أمريكا الجنوبية.

 

سيسيل بلانشيت الباحثة في علم الجيومورفولوجيا في مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في بوتسدام
سيسيل بلانشيت الباحثة في علم الجيومورفولوجيا في مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في بوتسدام
Enlarge image

استخدم الباحثون أرشيفًا تاريخيًّا عبارة عن عمود من الطين البحري يُعرف بالنواة الرسوبية، أُخذت من الطبقات الدقيقة من الرواسب التي رسبتها الفيضانات أمام مصب النيل، وقاسوا سُمك هذه الطبقات، ما وفر مؤشرًا جيدًا عن حجم الرواسب المنقولة.

 

بعد ذلك، فحص الفريق البحثي التغيرات في كيمياء هذه الطبقات وحجم حبيبات الرواسب باعتبار ذلك مؤشرً جيدًا لقوة التدفق، وعن طريق استخدام الأساليب الإحصائية، حلل الباحثون النتائج وقارنوها بعمليات محاكاة النماذج المناخية وبسجلات المصريين القدماء في مقياس النيل، والتي تُعد أطول سجل معروف لمستويات الأنهار الماضية.

 

تقول "بلانشيت": من المثير للدهشة رؤية أن دوافع تقلبات الفيضان كانت نفسها في سجلات مقياس النيل وفي سجلنا، رغم أنهما سجلان مستقلان وفترتان زمنيتان مختلفتان، وهذا يخبرنا أن الظاهرة نفسها كانت تتحكم في وتيرة الفيضانات، بغض النظر عن نوع نظام هطول الأمطار.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.215