أحدث الأبحاث

كيف تساهم الثروة الحيوانية في انبعاثات غاز الميثان بمصر؟

نشرت بتاريخ 16 يوليو 2024

فهم التوزيع المكاني للانبعاثات والعوامل المؤثرة عليها يمهد لثروة حيوانية أكثر استدامة

محمد السيد علي

الجاموس والأبقار أكبر المساهمين في الانبعاثات الناجمة عن التخمر المعوي وإدارة السماد
الجاموس والأبقار أكبر المساهمين في الانبعاثات الناجمة عن التخمر المعوي وإدارة السماد
Creative Commons Attribution Enlarge image

قدَّرت دراسة جديدة انبعاثات غاز الميثان الناجمة عن قطاع الثروة الحيوانية في مصر، والاختلافات المكانية والزمانية لتلك الانبعاثات خلال الفترة من عام 1989 وحتى 2021.

واستخدمت الدراسة -التي أجراها باحثون بمركز البحوث الزراعية وجامعة جنوب الوادي بمصر، بالتعاون مع جامعة برايري فيو أيه آند إم الأمريكية- إرشادات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) وعوامل الانبعاثات لتقدير انبعاثات غاز الميثان من مختلِف فئات الماشية، متضمنةً الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والدواجن.

وتوفر إرشادات الهيئة طرقًا لتقييم البيانات المتعلقة بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومراجعتها لضمان دقتها، أما عوامل الانبعاث -وهي قيم عددية تمثل كمية الغازات المنبعثة لكل وحدة من النشاط- فتُستخدم لتقدير إجمالي الانبعاثات من قطاع معين.

وأبرزت نتائج الدراسة -التي نشرتها دورية "ساينتفك ريبورتس" (Scientific Reports)- انخفاضًا ملحوظًا في الانبعاثات بمحافظات مثل كفر الشيخ والبحر الأحمر، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انخفاض أعداد الماشية.

وتركزت المحافظات التي فيها أعلى أعداد من الماشية وزيادة في انبعاثات غاز الميثان في دلتا النيل (البحيرة، والشرقية، وكفر الشيخ، والمنوفية)، وصعيد مصر (المنيا، وسوهاج، وقنا)، وتتمتع هذه المناطق بظروف مواتية للإنتاج الحيواني والممارسات الزراعية المكثفة.

وأظهرت الانبعاثات تبايُنًا من 1989 إلى 1998، تلتها زيادة مستمرة حتى 2018، وانخفاض حاد بين عامي 2019 و2021.

وعلى الرغم من انخفاض أعداد الماشية، انخفض إجمالي انبعاثات الميثان من 9736.4 جيجا جرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في 1989 إلى 7638.2 جيجا جرام في 2021، مع تسجيل أعلى انبعاثات في 2012 عند 16,774.8 جيجا جرام.

وفي حين تمثل الأغنام والماعز أعلى أعداد من الماشية، كانت الجاموس والأبقار أكبر المساهمين في الانبعاثات الناجمة عن التخمر المعوي وإدارة السماد.

والتخمير المعوي هو عملية هضم الطعام في معدة الحيوانات المجترة مثل الأبقار والجاموس، والتي تنتج غاز الميثان، أما إدارة السماد فتشمل معالجة وتخزين فضلات الحيوانات التي تساهم في انبعاثات الميثان خلال تحلُّل المواد العضوية في الظروف اللاهوائية.

يقول أحمد عبدالوارث، الأستاذ الزائر بجامعة برايري فيو أيه آند إم الأمريكية، والأستاذ بقسم الإنتاج الحيواني والدواجن بكلية الزراعة بجامعة جنوب الوادي بمصر، والباحث المشارك بالدراسة: "تؤكد الدراسة أهمية جمع البيانات الدقيقة والالتزام بتوصيات إرشادات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ما يسهم في تطوير إستراتيجيات تخفيف مستهدفة للتكيف مع تحديات تغير المناخ في قطاع الثروة الحيوانية بمصر".

يضيف "عبد الوارث" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": فهم التوزيع المكاني للانبعاثات والعوامل المؤثرة عليها يساعد صناع السياسات على تطوير حلول خاصة بالمنطقة، مما يمهد الطريق لصناعة ثروة حيوانية أكثر استدامة ومسؤولية بيئية.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.217