مقالات

أفضل صور العلوم في 2024

نشرت بتاريخ 6 يناير 2025

كسوف كلي بديع، وبطاريق جسورة، وحلقات من أدخنة البراكين، وغير ذلك كثير.

الصور من اختيار: فريق المرئيات لدى Nature.

كتب التعليقات: نيشا جايند، وإيما ستوي.

من الكسوف الكلي الذي تابعه سكان قارة أمريكا الشمالية، إلى القفزات المذهلة التي شهدها مجال الروبوتات، إلى الصور الخلَّابة الملتقَطة للشفق القطبي، إلى الفتوحات العلمية في مجال البيولوجيا: هذه بعضٌ من مختارات Nature لأفضل صور العلوم لعام 2024.

 

Nick Paleologos/Bloomberg/Getty

مأساة يونانية

في شهر أغسطس من العام 2024، اجتاحت اليونانَ موجةٌ عاتية من حرائق الغابات، امتدَّت حتى بلغت ضواحي العاصمة، أثينا. وهنالك صدرت أوامر بإخلاء المنازل والمستشفيات في المنطقة بأسرها، بعدما حاصرت ألسنة اللهب أبنية عديدة، والتهمت مئة كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية. وصحيح أن حرائق الغابات ليست بالشيء الغريب على اليونان، إذ لا تخلو منها البلاد مرةً كل عام، إلا أن الباحثين يقولون إن التغيُّر المناخي يساعد على إزكائها، فأصبحت في الآونة الأخيرة أكثر تواترًا وأشد وطأة.

 

McMaster University

زهور بكتيرية

هذه الزهور المُجعَّدة التي تظهر بالصورة ليست إلا مجموعات من العاثيات البكتيرية، أي الفيروسات التي تصيب البكتيريا. أدخل الباحثون تعديلًا على العاثيات، بما يمكِّنهم من رؤيتها تحت المجهر، فما كان من الفيروسات إلا أن اتَّخذت من تلقائها تلك الأشكال، التي لا يزيد قطر الواحد منها على جزءين من عشرة أجزاء من الملّيمتر.

Josh Dury
 

وابل من الشُّهُب

هواة الرصد الفضائي في منطقة ستونهنج، القريبة من مدينة سالزبوري الإنجليزية، كانوا على موعد مع مشهد بديع لزخَّة «الشهب البرشاوية»، التي تُرصَد في كل عام لدى مرور كوكب الأرض عبر الحطام الفضائي الذي خلَّفه انفجار المذنَّب المسمَّى «سويفت تاتل»، وهي تنهلُّ انهلالَ المطر على المَعلم الأثري الحجري الشهير بالمنطقة، الذي يعود إلى ما قبل التاريخ. هنالك وقف المصوِّر الفلكي جوش ديوري، وأنفق في تصوير المنظر ثلاث ساعات ونصف الساعة، ثم كان أن دمج 43 صورةً (للشُّهب، وحلقة ستونهنج الحجرية، ومجرَّة درب التبّانة)، ليخرج بهذه الصورة الساحرة.

Natalia Pardo Lorente/Centro de Regulación Genómica

ماكينات أيضية متعددة المهام

هذا الشكل المتعرِّج هو لعُضية تتألف من خلايا متعددة القدرات مأخوذة من الأمعاء الغليظة البشرية. وهذه البُقَع الحمراء تشير إلى الإنزيم الأيضي MTHFD2. اكتشف العلماء أن الإنزيمات المسؤولة عن عمليات الاستقلاب أو الأيض، والمشارِكة في إنتاج الطاقة الخلوية وتركيب النيوكليوتيدات، تضطلع بأدوار أخرى داخل النواة، إذ تقوم بدور المنسِّق لعدد من الوظائف المحورية، ومنها الانقسام الخلوي.

Sherif Abdallah Ahmed/Nikon Small World Photomicrography Competition

أصغر مُلاكِم في العالَم

ما لسوسة النخيل هذه تقف وكأنها تتأهب لخوض مباراة ملاكمة؟! فازت هذه الصورة لسوسة النخيل Rhynchophorus ferrugineus، بعدسة شريف عبد الله أحمد، بجائزة الامتياز في مسابقة نيكون للتصوير المجهري المعروفة بمسابقة «عالم نيكون الصغير».

 

Fabrizio Villa/Getty

حلقات الدخان

في شهر أبريل الماضي، شوهد الدخان البركاني المتصاعد من «جبل إتنا»، في إيطاليا، وقد اتخذ شكل حلقات — فيما يُعد حدثًا نادرًا. تنتُج هذه الدوائر من الدخان (ويُطلق عليها: الحلقات البركانية الدوامية) عندما ينطلق الغاز عبر الفوهات البركانية التي تشكَّلت حديثًا.

Jaime Rojo/BigPicture Competition
 

أثر الفراشة

ليست أوراقًا؛ هذه الأشجار في مدينة ميتشواكان المكسيكية تعجُّ بملايين الفراشات المَلَكية النائمة. يتجمَّع الفراش في مجموعات كبيرة وكثيفة، تحتل قمم الأشجار، حيث تُسبل الفراشة جناحيها، وتركَن إلى شيء من الراحة حتى تسترد عافيتها، بعد الهجرة جنوبًا لمسافة تمتد إلى آلاف الكيلومترات، قادمةً من كندا والولايات المتحدة.

 

Enric Gener/Ocean Photographer of the Year 2024

الوقوف على الماء

التقط المصوِّر إنريك جانر في هذه الصورة مشهدًا يكاد ينتمي إلى عالم الغرائبيات، لطائر النورس وقد اعتلى ظهر سلحفاة، لتكون هذه الصورة ثمرة الساعات الطوال التي أنفقها المصوِّر في البحث عن مظاهر الحياة البحرية في البحر المتوسط. وقد وصلت الصورة إلى المراحل النهائية من التصفية على الفوز بجائزة أفضل مصوِّر للمحيطات خلال العام، التي تنظمها مجلة «أوشنوجرافيك».

K. Morimoto et al./bioRxiv

نقل أعضاء بين أجنّة

في أول عملية نقل أعضاء على مستوى الأجنَّة، نجح علماء اليابان في نقل هذه الكُلية بين جنينَي جرذ. وهذا الإنجاز يمهد الطريق نحو نقل وزراعة الأعضاء لدى البشر في مرحلة ما قبل الولادة.

 

National Geographic/Bertie Gregory

قفزة ثقة

لأول مرة تلتقط عدسات الكاميرا أفراخ البطاريق الإمبراطورية (Aptenodytes forsteri) وهي تقفز إلى ماء المحيط من أعلى جرف جبلي يبلغ ارتفاعه 15 مترًا، يقع عند حافة الصفيحة الجليدية المسمَّاة «إكشتروم» بالقارة القطبية الجنوبية.

Kim Kyung-Hoon/Reuters

تحضير العِفريت

استطاع منغاو ني، الباحث بجامعة طوكيو، تحضير هذا الوجه العفريتي؛ وهو عبارة عن قالب على شكل وجه، مكسوٍّ بأنسجة جلد بشري. من شأن هذه الطريقة أن تقود إلى إتاحة تغطية الروبوتات بجلد بشري.

 

Diego Vara/Reuters

مخلوقات قديمة

قد يبدو هذا للناظر غير المتخصص هيكل ديناصور، لكنه ليس كذلك. هذا الهيكل يعود إلى نوعٍ من التماسيح القديمة أو أشباه الأركوصورات (Prestosuchus chiniquensis) عاش قبل 237 مليون سنة. وإلى جواره، يظهر عالم الحفريات رودريجو تيمب ميلر ممسكًا بواحدة من أقدم الحفائر التي عُثر عليها على الإطلاق، والتي تعود إلى نوعٍ من الزواحف أطلق عليه العلماء: Gondwanax paraisensis.

 

Chip Somodevilla/Getty

عندما انكسفت الشمس

في ذهول، وقف الكثيرون من سكان قارة أمريكا الشمالية يتابعون في شهر أبريل الماضي كسوفًا كليًّا للشمس. يظهر بالصورة كسوف جزئي، وقد احتجب جزءٌ من الشمس وراء القمر، واحتجبت الشمس والقمر وراء نُصب واشنطن التذكاري، بالعاصمة الأمريكية. وقد وجد العلماء في هذا الحدث العلمي المثير فرصةً لمشاهدة الهالة الشمسية — ذلك الغلاف الغازي الخارجي الذي يحيط بالشمس — كما لم يشاهدوها من قبل.

 

Donald Pettit/NASA/Handout via Reuters

عرض أضواء

مرَّت محطة الفضاء الدولية قبالة قطب الأرض الشمالي، ورصدت من موقعها هناك أضواء تسحر الأنظار. ولما كانت الشمس تمرُّ في هذه الأيام بذروة دورة نشاطها، البالغ طولها 11 عامًا، فقد أمكن مشاهدة الشفق القطبي من الأرض من ارتفاعات أقلَّ من المعتاد.

من منظور شخصي

أثناء العمل على انتقاء أفضل الصور العلمية خلال عام 2024، طُلب إلى كلٍّ من محرري الوسائط لدى Nature أن يختار صورةً واحدة تمثِّل بالنسبة إليه معنًى خاصًا. إليكم الصور التي وقع عليها اختيار أعضاء الفريق.

Alex Dawson/UPY 2024

عظامٌ كبيرة

جيسيكا هاليت (محررة وسائط مشارِكة)

من الصور التي توقَّفتُ عندها خلال هذا العام، هذه الصورة الفائزة بجائزة مصوِّر العام لأعماق البحار 2024، التي التقطها أليكس دوسون في جرينلاند، وتظهر بها هياكل حيتان ثاويةً في قاع المحيط، فيما يشبه المقبرة الجماعية. وأول ما استرعى انتباهي في الصورة هذه الأجواء الغرائبية، التي تبدو كما لو كانت قادمةً من عالَم آخر. الحيتان التي تظهر هياكلُها في الصورة لم تمُت ميتةً طبيعية؛ وإنما قُتلت على يد البشر. ثم جاءت هذه الصورة القوية في دلالتها، الملتقَطة في أصعب الظروف، لتعبِّر عن المصير الحزين لتلك الحيتان البائسة.

Shelby Tauber/The New York Times/Redux/eyevine

عيونٌ ترقُب الكسوف

ليزي براون (مدير فريق تحرير الوسائط)

طالعنا الكثير من الصور الرائعة التي سجَّلَتْ الكسوف الذي وقع في شهر أبريل الماضي، لكنني وجدتُ كثيرًا من المتعة أيضًا في متابعة صور الناس وهم يشهدون الحدث، ويتفاعلون معه. لم يحالفني الحظ في أن أكون بين هؤلاء، لكن ابتسامة الدهشة التي ترتسم على وجه هذه الفتاة، وسط الظلام الذي عمَّ الأجواء في أثناء احتجاب الشمس، هي أصدق معبِّر عن البهجة التي لابدَّ أنها ملأت نفوس مَن شهدوا الحدث وشاهدوه دون وسيط.

Buddhilini de Soyza/BigPicture Competition

حياةٌ شاقة

أميليا هينيجهاوزن (محررة وسائط)

 هطلت الأمطار غزيرةً على كينيا، فغمرت أكثر من 80% من مساحة البلاد، وتضرَّر ما يربو على 1.5 مليون من سكانها. وطال الضرر الحياة البرية. في هذه الصورة، التي وصلت إلى المراحل النهائية من التصفية على حصد جائزة هذا العام من مسابقة «بيج بيكتشر» لتصوير الطبيعة، رصد المصوِّر بوديليني دي سويزا زمرةً من الفهود الإفريقية (Acinonyx jubatus) وقد جرفها التيار بينما تصارع من أجل عبور نهر في «محمية ماساي مارا الوطنية».

 

NASA/JPL-Caltech/SwRI/MSSS/Gary Eason (CC BY)

دوّامات على السطح

توم هوتون (محرر أول وسائط)

في هذه الصورة المحسَّنة ألوانها، والملتقَطة عبر مركبة «جونو» الفضائية التابعة لوكالة «ناسا»، يقبع كوكب المشترى كُكرة رخام لامعة وسط فراغ حالك السواد. يظهر الكوكب في ركنٍ من الصورة، بينما لا تحيط حدود الصورة بالجزء الأكبر من نصف الكوكب الشمالي، بدواماته المميَّزة. لدى رؤيتي هذه الصورة، التي تذكِّرني بمصابيح «اللافا» ذات الألوان والأضواء المتداخلة، ينبعث في نفسي شعور بالهدوء والسكينة. هذا مع علمي أن هذه الدوامات الصغيرة هي في حقيقة الأمر أعاصير هائلة تعصف بسطح الكوكب. لكنها تبعث في النفس هذا الهدوء، وهذه السكينة، عندما ننظر إليها من ارتفاع 29 ألف كيلومتر فوق مستوى السُّحُب.

 

Larry Taylor/Wildlife Photographer of the Year

متسلق الجبال الصغير ذو الفراء

أجنيس أبروسكي (محررة أولى للوسائط)

نالت هذه الصورة استحسانًا واسعًا في مسابقة العام لتصوير الطبيعة، التي ينظمها متحف التاريخ الطبيعي في لندن، وفيها يظهر حيوان القاقم (Mustela erminea)، بفروه الأبيض المميَّز، عالقًا بين صخرتين. التكوين البصري كلُّه رائع: هذه الفرجة الطولية الداكنة تؤدي دور الخلفية لهذا المخلوق الأبيض كقطعة من جليد، لتكون النتيجة قطعةً فنية كاملة الأركان. واصفًا هذا الحيوان في تعقُّب فريسته، ذكر المصوِّر لاري تايلور أنه كان "انطلق صاعدًا هذا الشق بسرعة مذهلة، وظلاله تظهر على صفحة الجليد حينًا وتختفي حينًا". ولوهلة، غاب القاقم بين الجليد حيث لم يكن يدري المصوِّر، لكنه ما لبث أن عاود الظهور، وبقفزات سريعة عاد ليتشبَّث بصخرته تلك العارية. يبدو أنه أراد أن يذكِّرنا جميعًا بالصمود في وجه التحديات التي تفرضها الحياة، مهما زادت واشتدت صعوبتها.

 

 

* هذه ترجمة المقال الإنجليزي المنشور بمجلة Nature بتاريخ 13 ديسمبر 2024.

doi:10.1038/nmiddleeast.2025.3